أكمل

في احد الأيام التي لن أنساها، كنت في الخامسة عشرة من عمري، كانت والدتي غائبة عن البيت في مكان بعيد. وكان يوم عطلة. جلست بعد الظهر في مكتبة ابي أبحث عن كتاب للتسلية. فلم يعجبني اي كتاب، والتفت الى جانب الكتب الصغيرة والنبذ، وانتخبت منها كتاباً اصغر من الانجيل، ظهر لي كأنه كتاب جذاب، وقلت في نفسي انه لا بد ان يكون في بداية الكتاب قصة لذيذة وفي نهايتها موعظة دينية أدبية، فسأقرأ القصة وأترك الموعظة لأصحابها.

جلست وقرأت الكتاب دون اهتمام، معتقداً انه وإن كان يتضمن موضوع الخلاص، فإن هذا ليس من شأني.

كان موضوع التجديد امراً غير مهم بالنسبة لي ولم يكن شائعاً في تلك الايام. أما اذا نظرنا الى المعلمين والمعترفين به واتخذنا وجوههم كحكم، لتبين لنا عظم أمر التجديد وأهميته البالغة.

لم يكن لدي اقل فكر عما كان يجول بخاطر والدتي البعيدة عني. فقد حدث بعد ان تناولت الطعام بعد ظهر ذلك اليوم، قامت وقلبها مملوء برغبة جارفة لتجديد ابنها، ولكونها بعيدة عن المنزل وعندها متسع من الوقت، فقد انتهزت الفرصة للتوسل الى الله من اجل ابنها (الذي هو انا). ذهبت الى مخدعها واغلقت عليها الباب بالمفتاح مصممة على عدم مبارحة الغرفة الا بعد استجابة صلاتها. مر الوقت ساعة بعد اخرى ووالدتي مستمرة في توسلاتها، الى ان اضحت لا تستطيع الصلاة. لكنها شكرت الله اذ صدقت ان الله سيخلص ابنها من سلطة الخطيئة.

حدث اثناء ذلك الوقت، اني سرت في الطريق التي رسمتها لقراءة الكتاب. وبينما انا منهمك في القراءة لفت نظري بنوع خاص التعبير (عمل المسيح الكامل) وجاءت الى ذهني فكرة لماذا استعمل المؤلف هذا التعبير (عمل المسيح الكامل) بدلا من استعمال كلمة "الفدائي" او "الكفاري". فإذا بجملة "قد أكمل" تمر بذهني وتدفعني لأسأل "ما هذا الذي أكمل؟" فأجاب ذهني سريعاً (ان كفارة المسيح التامة الصحيحة قد قدمت لترضي العدالة الالهية عني انا الخاطئ. والدين دُفع نيابة عني بموت المسيح لأجل خطاياي. وليس عن خطاياي فقط بل عن خطايا القارئ وخطايا العالم اجمع) وبعدئذ جاءت فكرة أخرى (اذا كان عمل المسيح قد تم. والدين كله قد دُفع. ماذا بقي لي لأعمل؟). وفجأة أضاء قلبي نور وشعرت ان اقتناعاً مريحاً وهب لي بالروح القدس معلناً ان ليس هناك عمل باق لأتممه، وما عليّ إلا الركوع وقبول المخلّصلا تهلك الى الأبد وخلاصه وتقديم الشكر لله.

وقد فهمت ان الوقت الذي كانت فيه والدتي تشكر الله في مخدعها، كنت انا اشكره في بيتنا القديم حيث كنت أقرأ الكتاب. مرت بضعة ايام قبل ان أتجاسر وأبوح لشقيقتي بسر سعادتي. وطلبت منها ان لاتخبر اي شخص عن هذا السر الروحي. لكن عند عودة والدتي للبيت بعد اسبوعين، كنت اول من قابلها في الباب، وأخبرتها بأن لدي اخبار سارة لأقصّها عليها. فشعرت بذراعيها حول عنقي وضمتني الى صدرها قائلة (انني اعلم يا ابني) وقد صار لي الآن اسبوعين وانا فرحة ومغتبطة لأجل هذه الأخبار السارة التي تحققت منها. استغربت ماذا؟ هل نقضت اختي وعدها الذي وعدته لي بان لا تخبر احد بهذا الامر؟. فأكدت لي والدتي بأن الانباء الجميلة عن خلاصي لم يخبرها به انسان. لأنها تأكدت من الروح القدس ان صلاتها استجيب لدى الله .

هدسن تيلر الذي صار فيما بعد مرسل الصين المشهور.

يسوع المسيح لا يتغيّر

عزيزي القارئ : ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى . ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها . فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟ واذا اختبرت خلاص الرب شخصياً واردت ان تخبّر به اكتب لنا

Back