دعوة الى العشاء

يسوع يناديكلو قدّمَ لك ملكٌ عظيم دعوة لتناول العشاء معه، في قصره، بين الشرفاء والنبلاء، فلا شك أنك تلبّي الدعوة بكل سرور وابتهاج، واعداً نفسك برؤية جلال الملك ورجاله وحرّاسه وخدّامه، وجمال قصره وحدائقه وأمجاده، وسخاء مائدته التي يضيع فيها بصرُك من كثرة المآكل الشهّية والفاخرة. ربّما تسأل نفسك : "من أنا حتى يدعوني الملك الى عشائه العظيم؟" لكن سرعان ما تغتبط فرحاً بهذه الدعوة، فتبدأ تُعدّ نفسك لذلك اللقاء العظيم والعشاء الكريم. فتصبح هذه الدعوة شغلك الشاغل ولَهْجَ فكرك وأحاديثك بين الاقرباء والاصدقاء: "فالملك العظيم دعاني لتناول العشاء معه."

لو دعاك قائد محترم الى حضور احتفال كبير بمناسبة انتصاره وتثبيت سلطته، فإنك بدون تردّد تحضر هذا الاحتفال، خصوصاً وأنّ هذا القائد قد أكرمك بدعوته لك شخصياً. وإنك بتلبيتك لهذه الدعوة الكريمة، لا بدّ ان تحظى برضى هذا القائد وحمايته ووساطته في أي مجال أو حاجة عندك.

لو استلمتَ دعوة لحضور حفلة زفاف ابن الملك العظيم أو بنت القائد المحترم، أمَا كنت تحضّر نفسك وتعدّ الايام الى ذلك العرس المجيد؟ أما كنت تلغي كل مواعيدك لئلا يفوتك هذا الحدث المهم وهذه الدعوة الفريدة؟ ربما لم تتلقَ دعوات كهذه بعد؛ او تلقّيتها في يوم ما، من اشخاصٍ محترمين، وقد لبّيتها وكنتَ سعيداً جداً، بل ربّما ما زالت ذكرى ذلك اليوم في فكرك، وتحتفظ بصُوَر لك مع ذلك العظيم والمحترم. في اي حال، إنّ لك دعوة الى العشاء مع ملك الملوك وقائد القوّاد. إنها دعوة شخصية لك، سواء كنت فقيراً أو غنياً، متعلّما أو أميّاً، شاباً أو شيخاً، رجلاً أو امرأة. وهذه الدعوة العظيمة ستضمّ أعظم الابطال والمشاهير في نظر الله، الذين كانوا في العالم ولم يكونوا من العالم. انها دعوة لا لعشاء مادي وقتي ينتهي ولا يبقى منه إلاّ الذكرى أو الصوَر، بل لعشاء ابدي دائم مِلْؤُه السعادة والفرح والشبَع الروحي. مائدة هذا العشاء لها أوّل وليس لها آخِر، تبدأ عند تلبيتك لهذه الدعوة، ولن تكون لها نهاية. يسوع يناديك

ما مِن انسانٍ عاقل يرفض أو يهمل هذه الدعوة، فصاحبُها هو عظيم العظماء، إنه السيد المسيح الذي جاء الى العالم يدعو البشر الى تسليم حياتهم لله بالتمام، والى إقامة العلاقة الروحية الأبدية معه تعالى. لقد جاء الى العالم رحمةً من الله لخلاص البشر من العذاب والهلاك الأبدي، لينقلهم الى سماء النعيم والى عشاء الله العظيم الذي أعدّه لكل مَن يؤمن به. بينما تسير زمان حياتك على هذه الارض الفانية، وتحاول ان تملأ فراغَك بأمور الدنيا، تحتاجُ الى الشبع الروحي والنفسي الذي تفتقر إليه، إلى الفرح الحقيقي والسلام ورضى الله عليك، والى خلاص الله الذي أعدّه لك في فداء المسيح، الذي مات لأجلك حاملاً ذنوبك، وقام ليمنَحك البّر والطهارة، منتصراً على الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك به.

لقد قال يسوع: "هانذا واقف على الباب (باب قلبك) وأقرع، إن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي." (رؤيا 20:3) انه يدعوك ويقول: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم" (متى28:11) فهل تلبّي دعوته الآن قبل فوات الاوان ؟ لاتؤجّل !

Back