الكتاب المقدسفي تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو اعظم في ملكوت السموات. فدعا يسوع اليه ولدا واقامه في وسطهم وقال. الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السموات. ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني. ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. ويل للعالم من العثرات. فلا بد ان تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة. فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها وألقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في أتون النار الابدية ولك يدان او رجلان. وان اعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك. خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار ولك عينان. انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار. لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السموات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السموات. لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلّص ما قد هلك. ماذا تظنون. ان كان لانسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال. وان اتفق ان يجده فالحق اقول لكم انه يفرح به اكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل. هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السموات ان يهلك احد هؤلاء الصغار

وان اخطأ اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. ان سمع منك فقد ربحت اخاك. وان لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة. وان لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار. الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء. وكل ما تحلّونه على الارض يكون محلولا في السماء. واقول لكم ايضا ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل ابي الذي في السموات. لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم

حينئذ تقدم اليه بطرس وقال يا رب كم مرة يخطئ اليّ اخي وانا اغفر له. هل الى سبع مرات. قال له يسوع لا اقول لك الى سبع مرات بل الى سبعين مرة سبع مرات. لذلك يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا اراد ان يحاسب عبيده. فلما ابتدأ في المحاسبة قدم اليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنة. واذ لم يكن له ما يوفي أمر سيده ان يباع هو وامرأته واولاده وكل ما له ويوفى الدين. فخر العبد وسجد له قائلا يا سيد تمهل عليّ فاوفيك الجميع. فتحنن سيد ذلك العبد واطلقه وترك له الدين. ولما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار. فامسكه واخذ بعنقه قائلا أوفني ما لي عليك. فخرّ العبد رفيقه على قدميه وطلب اليه قائلا تمهل عليّ فاوفيك الجميع. فلم يرد بل مضى والقاه في سجن حتى يوفي الدين. فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا وأتوا وقصّوا على سيدهم كل ما جرى. فدعاه حينئذ سيده وقال له. ايها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لانك طلبت اليّ. أفما كان ينبغي انك انت ايضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا. وغضب سيده وسلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه. فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته فرح الغفران

(متى 18 :1-35)

Back