ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشذوذ الجنسي

يتساءل كثير من الناس في هذه الأيام عن موضوع الشذوذ الجنسي او ما يسمونهم المثليين, هناك من يقول ان هذا غلط ومخالف للطبيعة, ويزيدون على هذا ان الحيوانات لا تفعل هذا الفعل, فيرد البعض الآخر لقد وجدنا بعض الحيوانات تفعلها, لكي يبرروا ان هذا الفعل ليس مخالف للطبيعة. والبعض الآخر يقول هذا ناتج عن تشوه خلقي بالإنسان يدفعه الى هذا الفعل, وياتي من يزيد على هذا الكلام ويقول انه خلق هكذا وهو يتمتع بماخلقه الله فيه لماذا تحاسبونه وترفضونه في المجتمع وتخطؤّنه؟ واذا كان الله هو من خلقه هكذا وتعتبرونه مخطأ في فعلته فالمخطىء هنا هو الله. لكن مذا يقول الله في الكتاب المقدس عن هذا الموضوع؟

من خلال قراءة الكتاب المقدس نرى ان هناك كثير من الناس ولدوا ولديهم إما تشويه خلقي او مرض ما, ومن المؤكد انهم ليسوا هم المسؤولون عن مرضهم. لكن لا نجد ولا مرة واحدة ان الله حاسب او عاقب انسانا لأن عنده مرض, بل على العكس لقد شفى كثير جدا من الأمراض التي جاءت نتيجة سقوط الإنسان في الخطية والعصيان, ( ملعون الأرض بسبك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكا وحسك تنبت لك ) هكذا قال الله لآدم. لكن الله يحاسب الإنسان على خطية ارتكبها هو وعصى بها امره.

ومن الخطايا التي عاقب الله الإنسان عليها وسيستمر الى الأبدية هي الشذوذ الجنسي. ونتعلم من حادثة حصلت في التاريخ مذكورة في سفر التكوين 13 و18 و19 . في أيام ابراهيم مع ابن أخيه لوط الذي أحب أرض سادوم وعمورة في جنوب نهر الاردن لأنها ارض سقي وتصلح لمواشيه فذهب وسكن بالقرب من احدى هاتين المدينتين, سادوم. ونقرأ فيها تعقيب من قبل الله على شعب هذه المدينة, في تكوين 13 :13 ( وكان أهل سادوم أشرارا وخطاة لدى الرب جدا )

ففي تكوين 18 عندما كلم الرب ابراهيم وجدد له الوعد بولادة ابنه اسحق من سارة زوجته أخبره بما هو مزمع ان يفعله في هاتين المدينتين وقال ( أن صراخ سادوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا ) ونرى هنا أنه يتكلم عن خطية معينة وهي الشذوذ الجنسي وليس خطايا بالجمع, كالكذب والسرقة والقتل. وأرسل الله ملاكين الى سادوم لكي يخرجوا لوط وعائلته منها , فتشفع ابراهيم بالمدينتين طالبا من الله أن يعفو عنهما عسى أن يكون فيهما 50 بارا, ولكن للأسف لم يكن فيهما ولا حتى 10 ابرار فجميع الناس فيهما كانوا يفعلون هذه الخطية حتى انهم كانوا يريدون أن يعتدوا على الرجلين (الملاكين) الذين دخلا بيت لوط حيث يقول الكتاب في تكوين 19 : 4 ( وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سادوم من الحدث الى الشيخ كل الشعب من أقصاها فنادوا لوطا وقالوا له أين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة أخرجهما الينا فنعرفهما ) .بالإختصار أخرج الملاكان لوط وزوجته وابنتين من ابناءه لأن الباقي لم يريدوا الخروج لأنهم لم يصدقوا اباهم لوط عندما قال لهم ان الرب سيهلك المدينة , وطلب الملاكان منه أن لايلتفت الى الوراء عند هروبه.( وعند شروق الشمس أمطر الرب على سادوم وعمورة كبريتا ونارا من السماء وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض ) أما امراة لوط التي كان قلبها متعلق بسادوم التفتت الى الوراء فصارت عمود ملح . تكوين 19 : 23 26 . لقد كان هذا عقاب الله لأهل هذه المدن بسبب هذه الخطية. الم يوجد في بلاد كنعان او البلاد التي كانت حولها مدن سكانها خطاة يزنون ويسرقون ويقتلون وحتى لا يؤمنون بالله؟ بالتأكيد كان هناك خطاة كثر, لكن الله لم يعاقبهم بهذه الطريقة, لماذا فقط سادوم وعمورة والمدن المحيطة بهما عاقبهم بهذه الطريقة, الا يتساءل الإنسان عن هذا؟ وفي سفر اللاويين 18 طلب الله من موسى ان يقول للشعب ان لا يفعلوا مثل اهل كنعان وعدد لهم كثير من الخطايا وواحدة منها ( ولا تضاجع ذكرا مضاعة امرأة انه رجس ... لأن جميع هذه الرجاسات قد عملها اهل الأرض الذين قبلكم فتنجست الأرض ) وفي تثنية 123: 17 قال ( لا تكن زانية من بنات اسرائيل ولايكن مأبون من بني اسرائيل )

وعندما أعطى الله الوصايا لموسى كتب يقول في لاويين 20 : 13 ( وإذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعلا كلاهما رجسا انهما يقتلا دمهما عليهما ) , فنرى هنا أن الله اوصى أن لا يفعل هذا الأمر لأنه خطية عظيمة, وبسبب قلبه الشرير يعصى الإنسان الوصية . وفي العهد الجديد يتكلم الرسول بولس على هذه الخطية الشنيعة وكأنه يصف حال الناس في هذ الأيام, ففي رسالته لكنيسة رومية 1 : 18 -27 كتب يقول ( لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم ... حتى أنهم بلا عذر ... لذلك أسلمهم الله الى أهواء الهوان لأن اناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة وكذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتعلوا بشهواتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق ). وفي رسالته الى كنيسة كورنثوس كتب يقول: ( لا تضلوا لا زناة ولا عبدة اصنام ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعوا ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله ) 1كورونثس 6: 9 . فإذا كان هذا الأمر هو بسبب خلق في الإنسان لماذا يحاسب عليه؟ وهل من المعقول ان الله يحاسب انسانا على غلط ليس له يد فيه؟ حاشى لله ان يفعل ذلك. والله اصلا خلق الإنسان رجلا وامرأة وقال لهما انموا واكثروا وإملأوا الأرض, والإكثار لا يكون رجل برجل او إمرأة بإمرأة. وأيضا قال ( لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بإمرأته ), ولم يخلق إمرأة مع إمرأة او رجل مع رجل. ان مصيبة الإنسان هي العصيان, لقد عصى آدم وحواء وصية الله فاستحقا العقاب, وازداد عصيان وتمرد الإنسان على الله واعتقدوا انهم اذا اصبحوا كثر يكون لهم الحق في فعل مايريدون, فسنوا قوانين يبيحون للإنسان هذه الفعلة الشنيعة حتى يحمونهم من اعتراض الناس على فعلتهم, وازادوا عليها انهم يريدون ان يزوجوهم ويعطونهم جميع الحقوق المدنية للمتزوجين, لماذا ؟ لكي يغيظوا الله الذي يرفضون وصيته, يمكنهم ان يعيشوا كما يريدون في بيوتهم لكن ان يطالبوا بالزواج والحقوق مثل الزوج والزوجة, هذا تمرد وتعدي على وصايا الله, ونكاية بالناس الذين يرفضون هذا الأمر, وفوق هذا يتباهون ويفتخرون بما يفعلون. لكن كلمة الرب تبقى هى الحق الذي يعلوا ولا يعلى عليه ( البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية ).

 

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية